
شعر: سلام عمر
لِجارِنا فَتاةٌ فاتنةُ الملامحِ،
تَرَكَتِ الدِّراسةَ،
ولا تَملِكُ هاتِفًا،
ولا تَستَطيعُ أن تَبلُغَ بابَ الدارِ.
غير أنّه…
إذا خَرَجَ أبوها إلى المسجدِ،
جلَست في الفَناءِ تُغنّي
حَتّى
يَصلَ صَوتُها إلى فَتيانِ الحَيّ فَيُصغونَ إليها.
---
وحين أرى الماءَ متناثرًا عند العَتبةِ،
أُوقِنُ أنّها هنا…
---
وكلّما سمِعتْ صَوتي،
تُنادي أمَّها،
كأنّما تقول لي: ها أنا ذا… موجودة.
---
تَشتَري لها أمُّها فُوطًا صِحيةً،
وفي كلّ مَرّةٍ تَركَبُ فيها سَيّارَتَهم
تَقول: إنّهما تُوأمان.
---
ولي طفلٌ صَغير،
كلّما رُمِيَتِ الكُرَةُ إلى بيتِهم،
وَقَفَ في محرَجِه لا يَعود،
حَتّى تَأتي هي…
وتَمنَحه قُبلةً.
---
وإذا وَفَدَ رجالٌ ضُيوفٌ
لا تَخرُج إليهم،
فإذا انصَرَفوا
دَخلَت غُرفةَ الضُّيوف،
إذ لا تَزال رائِحةُ وُجودِهم عالِقةً فيها.
---
تُحِبُّ النَّومَ كثيرًا،
حَتّى يَغدو الحُلْمُ حَقيقةً.
---
لديها آمالٌ واسِعةٌ،
غير أنّ مَن يَطلُبُ الزَّواجَ…
لا واحِدٌ منهم يُصَلّي.
---
دائِمَةُ الظَّمإ،
وماءُ البيتِ لا يَرويها؛
تُحِبُّ
جرعةَ ماءٍ من الخارِج…
---
شعر: **سلام عمر**