بيان الحزب الشيوعي الكوردستاني بمناسبة الأول من آيار
وحدة اليسار وديمومة النضال طريقنا لتحقيق مصالح الطبقة العاملة
أيتها العاملات، أيها العمال في كردستان!
يا جماهير الكادحين وشغيلة اليد والفكر!
في الأول من أيار هذا العام، الذي يصادف الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، تواجه الطبقة العاملة العالمية، وكذلك الجماهير الواسعة من الكادحين، ومن ضمنهم العمال والكادحين في كردستان وعموم العراق، زيادة وتائر الاستغلال الطبقي الناجم عن تراكم الثروات والمداخيل بيد الأقلية الرأسمالية المتحكمة على الاقتصاد العالمي، وسياساتها المتمثلة في توسيع وتائر خصخصة النشاطات الاقتصادية المتنوعة ومنها في مجال الصحة، وتقليص الإنفاق العام على الخدمات والتأمين الاجتماعي، مما أدى إلى استفحال البطالة والفقر وعدم الاستقرار بشكل عام، وخلق حالة من التهميش والإقصاء للعمال والكادحين في مختلف المجتمعات.
ومن أجل استمرار الأرباح و سيطرة الطبقات المستغِلة، تنتهج الرأسمالية المعاصرة سياسة الاستمرار في الحروب والعدوان على الشعوب المضطهدة ، وتدمير البيئة، والحروب التجارية، والسيطرة على الأسواق، والتوسع في سياسات الخصخصة والنشاط الاقتصادي الاحتكاري. وفي ظل هذا الواقع، تستغل السلطات الرأسمالية الحاكمة في المراكز العالمية كل إنجازات التكنولوجيا الحديثة والمعلوماتية، وتطور وسائل الاتصال والذكاء الاصطناعي، لضمان استمرار سلطتها المطلقة على مستقبل البشرية. وينعكس هذا المسار في الانشطة السياسية والتحكم بالسلطة من خلال بروز خطابات اليمين الشعبوي، والفاشية الجديدة، والعنف السياسي، والتي في جوهرها تمثل السياسات الليبرالية الجديدة، والتي تتبعها الأنظمة الرأسمالية التابعة في كافة دول الشرق الأوسط.
يستمر هذا المشهد في القرن الحادي والعشرين، بالتزامن مع التغيرات الحاصلة في علاقات الإنتاج، واستمرار أزمة الرأسمالية. وقد وضع المشهد الحالي البشرية أمام مفترق طرق تاريخي، حيث يواجه أحزاب اليسار والقوى التقدمية سؤالاً مصيرياً لابدّ من الاجابة عليه:
فأما الاستسلام لهذا الواقع، والانصياع للسلطة الرأسمالية والمصالح الخاصة واستمرار الاستغلال، بكل أشكاله وصوره، والعيش تحت ظل الأزمة الرأسمالية التي دمرت أسس الحياة البشرية؛ أو المواجهة، والنهوض مجدداً، والنضال من أجل حياة كريمة للطبقة العاملة والكادحين والشعوب المضطهدة، بما في ذلك شعب كردستان في جميع أجزائه الأربعة، والذي يطمح إلى التنمية المستدامة، والسلام، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والمساواة، ورفض التمييز، وتحقيق حق تقرير المصير، وضمان حقوق الإنسان، وحماية حقوق النساء، وجميع الحريات المدنية.
نحن في الحزب الشيوعي الكوردستاني، وكافة القوى والشخصيات اليسارية، تبنينا الخيار الثاني في مواجهة الأزمة الرأسمالية المتفاقمة. فخيارنا هو الاستمرار في النضال الطبقي والوطني الكوردستاني الذي لا يمكن تجزئته كمهام للطبقة العاملة وسائر الكادحين في كوردستان. ان هذا الخيار يتطلب المواجهة ورفض جميع أشكال الاستغلال.
إننا على قناعة تامة، بأن الخيارالتاريخي الضامن لمجتمع العدالة الاجتماعية والمساواتية ولمستقبل أفضل للبشرية يكمن في الاشتراكية، وهذا هو جوهر رسالة الطبقة العاملة في تحرير الإنسانية، وإنهاء جميع أشكال الاستغلال، ووقف السياسات التدميرية للرأسمالية.
يا جماهير العمال والكادحين!
في الأول من أيار هذا العام، يوم النضال العالمي للعمال، يجدد الحزب الشيوعي الكردستاني، كما كان دائماً، عهده أمام الطبقة العاملة والكادحين وجماهير شعبنا الكوردستاني في أن يكون في طليعة النضال من أجل الخبز والعمل والحرية، مواصلاً نضاله بتفاني، وبالتنسيق مع جميع القوى والشخصيات اليسارية والنقابات العمالية، وعبر جميع أشكال النضال الديمقراطي الجماهيري، لتحقيق المطالب التالية:
1ـ تغيير السياسات الاقتصادية المتبعة، وايقاف نهج الخصخصة وخاصة في قطاعي الصحة والتعليم.
2ـ توفير فرص العمل، وإقرار قانون العمل والتقاعد والضمان الاجتماعي، وتنظيم عمل العمال الأجانب.
3ـ سن قانون للتأمين الصحي.
4ـ ضمان الحريات والحقوق النقابية الكاملة، في إطار الاتفاقيات الدولية.
5ـ وضع نظام جديد للأجور يتناسب مع ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة.
6ـ صرف الرواتب الشهرية للموظفين في مواعيدها المحددة، وتسديد متأخرات الرواتب السابقة الناجمة عن الادخار الاجباري.
أيتها الجماهير المناضلة!
اننا على ثقة تامة بأن التطلع نحو مستقبل مشرق يمر عبر الاستمرار بالنضال اعتماداً على ارادة الجماهير وقوته التي لا تقهر، والعمل المشترك لليسار الكوردستاني دفاعاً عن حقوق الطبقة العاملة.
عاشت الطبقة العاملة المنتجة للخيرات المادية الحقيقية في المجتمع.
عاشت الاشتراكية الطريق المفضي لالغاء الاستغلال وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
الحزب الشيوعي الكوردستاني
أواخر نيسان 2025