
اعلان الحزب الشيوعي الكوردستاني في 30 حزيران/ يونيو 1993 نقطة تحول أخرى في مسيرة النضال الشيوعيين . وهو استمرار لنضال عشرات الآلاف من أبناء الشعب الكوردستاني من مختلف المكونات الذين ناضلوا سابقًا في إطار منظمة إقليم كوردستان للحزب الشيوعي العراقي.
تُعدّ الذكرى الثانية والثلاثون لاعلان الحزب الشيوعي رسالةً في كيفية استكمال مرحلة التحرر الوطني وإحداث تغيير اجتماعي نحو العدالة والمساواة الطبقية ، وتحقيق حقوق شغيلة اليد والفكر وضمان مستقبل زاهر للأجيال القادمة .
فيما نحتفل بهذه الذكرى ، تشهد المنطقة تحولات متسارعة . وتُعد الحرب بين إسرائيل وإيران إحدى نتائج هذا التحول في سياق تغير موازين القوى وهيمنة الدول الكبرى وأزمة دول المنطقة .
وعلى الصعيد الداخلي ، وبسبب سياسات الحزبين الحاكمين، يواجه إقليم كوردستان أزمة شاملة، وقد خلقت حالة من اليأس العام . في وقت ستُجرى الانتخابات البرلمانية العراقية خلال الأشهر القليلة المقبلة ، ولكن بعد مرورأكثر من ستة أشهرعلى انتخابات برلمان اقليم كوردستان ، و اعلان نتائج الانتخابات ولكن مازال عمل البرلمان في إقليم كوردستان معلقاً، وأبواب البرلمان مغلقة ! وهذا يُعدّ إهانةً لإراده اصوات جميع الناخبين ، بمن فيهم ناخبوا حزبي السلطة .
و لمواطني كوردستان الحق في السؤال : لماذا لا يزال برلمان كوردستان معطلاً بعد كل هذه المدة ؟! وكيف وبأي منطق يدعون إلى مشاركة الشعب في الانتخابات البرلمانية العراقية وتفعيل دور المواطنين في الشرعية السياسية ؟!
ومن جانب اخر وبسبب سياسة حكومة الاقليم النيوليبرالية ، تتصاعد الفوارق الطبقية بالتزامن مع بيع القطاع العام الى القطاع الخاص . و بالرغم من زيادة الضرائب والرسوم تعجز حكومة الاقليم عن صرف رواتب الموظفين لمدة شهرين وتاخير رواتب شريحة واسعة من المتقاعدين لمدة ستة اشهر.
هنا، نحتجّ بصوت عالٍ ونستنكر سياسات حكومة اقليم كوردستان التي أدت الى خلق ازمة اقتصادية واحتكار السوق وتفشي حالة الفساد وتدخل الحزب في شؤون الحكومة وتتحمل الحكومة المسؤولية مسؤولية تجاه البطالة وازمة السكن وازمة الوقود والتهريب في الحدود والتبعية لدول الجوار.
وفي هذه المناسبة، نؤكد موقفنا من النقاط التالية:
1- نؤكد على ضرورة إجراء تغييرات وإصلاحات شاملة في النظام السياسي والاقتصادي، ومراجعة جميع السياسات التي تنتهجها حكومة إقليم كوردستان ، والتي هددت، جزئيًا، الأمن القومي في مختلف مجالات الحياة اليومية.
2- يجب توضيح الإصلاح وحل الأزمة للجماهير بخطوات عملية، والقضاء على الاحتكار، والحد من تدخل الأحزاب في شؤون الحكومة والمؤسسات والسلطات الأخرى.
3- مراجعة السياسة الاقتصادية ، والابتعاد عن سياسات البنك الدولي وخطواته لخصخصة مؤسسات القطاع العام . وعلى الحكومة الوفاء بالتزاماتها في مجالات التعليم والصحة والخدمات العامة مجانًا ، وتوفير الشفافية وتفعيل الرقابة ، والقضاء على الاحتكارات .
4- تفعيل برلمان كوردستان وتشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن ، وحل مشكلة الرواتب والوظائف والاحتياجات الأساسية للحياة اليومية للمواطنين.
5- وضع خارطة طريق وطنية كوردستانية لمواجهة ضغوط سياسات الحكومة العراقية وتجاوز إقليم كردستان الحصار المفروض عليه . إلا أن هذا لا يتحقق إلا بالتغيير وتطبيق ماذكرناه وبدعم واسع من الشعب الكوردستاني .
6- تنويع مصادر الدخل وتطوير قطاعات الزراعة والسياحة والصناعة ، ودعم الشباب لإنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة ، التي تُعدّ أساس النمو الاقتصادي والازدهار في منطقتنا .
7- تشكيل جيش كوردستاني موحد ، مهني و محترف ، قائم على الثوايت والتربية الوطنية ، بعيدًا عن أي تدخل حزبي أو شخصي .
ولتحقيق الحد الادنى من هذه المطالب ، واجراء التغييرات والإصلاحات الشاملة ، علينا حشد جميع الامكانيات و القدرات والعمل المشترك بطرق سلمية مع الحركات الاجتماعية والقوى والأحزاب التي تعتبر نفسها جزءًا من قوة التغيير الاجتماعي والسياسي .
في هذه المناسبة ، نُحيي تضحيات جميع شهداء طريق الحرية والمساواة . ونُرسل تحياتنا و باقة ورد إلى عوائل الشهداء ، و البيشمركة القدامى ، والسجناء السياسيين وعائلاتهم . مستلهمين من تجارب نضال الشيوعيين في مختلف مراحله ومنعطفاته . كما نتقدم بأحرّ التحيات لجميع أعضاء ومناصري الحزب ، وجميع القوى اليسارية والتقدمية والشعب كوردستاني ، ولكل من يعتبر نفسه قوة التغيير الاجتماعي والسياسي .
الحزب الشيوعي الكردستاني هو تعبير عن مشروع فكري وإرادة وإيمان ، يسعى إلى الديمقراطية والعدالة والحرية وإعادة بناء الإنسان ، وصولاً إلى إقامة اشتراكية بخصائص كوردستانية.
لتكن كوردستان أفضل ، كردستان المساواة والعدالة ، النصر للنضال من أجل المساواة والعدالة .
عاشت الذكرى الثانية والثلاثون لاعلان الحزب الشيوعي الكوردستاني.
اللجنة المركزية
الحزب الشيوعي الكوردستاني 30 حزيران/يونيو2025